فصل: فصل: الوجه السادس عشر:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى (نسخة منقحة)



.فصل: الوجه السادس عشر:

قوله أيضا في مكة: (سري واهتزي أيتها العاقر التي لم تلد وانطقي بالتسبيح، وافرحي ولم تحبلي، فإن أهلك يكونون أكثر من أهلي) يعني بأهله بيت المقدس، ويعني بالعاقر مكة لأنها لم تلد قبل محمد النبي صلى الله عليه وسلم نبيا، ولا يجوز أن يريد بالعاقر بيت المقدس لأنه بيت الأنبياء ومعدن الوحي، وقد ولد أنبياء كثيرا.

.فصل: الوجه السابع عشر:

قول أشعيا أيضا لمكة شرفها الله: (إني أعطي البادية كرامة لبنان وبهاء الكنزمال) وهما الشام وبيت المقدس؛ يريد أجعل الكرامة التي كانت هناك بالوحي، في ظهور الأنبياء للبادية بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالحج. ثم قال: (ويشق البادية مياه وسواق في الأرض الفلاة، ويكون بالفيافي والأماكن العطاش ينابيع ومياه، ويصير هناك محجة وطريق الحرم، لا يمر به أنجاس الأمم، والجاهل به لا يصل هناك، ولا يكون بها سباع ولا أسد، ويكون هناك ممر المخلصين).

.فصل: الوجه الثامن عشر:

قول أشعيا أيضا في كتابه عن الحرم (إن الذئب والجمل فيه يرتفعان معا) إشارة إلى أمنه الذي خصه الله به دون بقاع الأرض، ولذلك سماه (البلد الأمين) وقال: {أَوَ لَم يَروا إِنّا جَعلَنا حَرَماً آَمِناً وَيَتَخَطَفَ الناسُ مِن حَولِهِم} وقال يعدد نعمه على أهله: {لإِيلافَ قُريش إِيلافِهِم رِحلَةَ الشِتاءِ وَالصَيف فَلَيعبدوا رَبّ هَذا البَيتَ الَّذي أَطعَمَهُم مِن جوعٍ وَآَمَنَهُم مِن خَوف}.

.فصل: الوجه التاسع عشر:

قول أشعيا أيضا معلنا باسم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني جعلت أمرك يا محمد بالحمد يا قدوس الرب اسمك موجود من الأبد) فهل بقي بعد ذلك لزائغ مقال أو لطاعن مجال؟! وقوله: (يا قدوس الرب) معناه يا من طهره الرب وخلصه واصطفاه وقوله: (اسمك موجود من الأبد) مطابق لقول داود في مزمور له (اسمك موجود قبل الشمس).

.فصل: الوجه العشرون:

قول أشعيا في ذكر الحجر الأسود قال: (الرب والسيد ها أنذا مؤسس بصهيون حجرا في زاوية ركن منه، فمن كان مؤمنا فلا يستعجلنا واجعل العدل مثل الشاقول، والصدق مثل الميزان، فيهلك الذين ولعوا بالكذب) فصهيون هي مكة عند أهل الكتاب، وهذا الحجر الأسود الذي يقبله الملوك فمن دونهم، وهو مما اختص به محمد وأمته.

.فصل: الوجه العشرون:

قول أشعيا في موضع آخر: (إنه ستملأ البادية والمدن قصورا إلى قيذار ومن رؤوس الجبال، وينادونهم الذين يجعلون لله الكرامة ويثنون بتسبيحه في البر والبحر) وقال (ارفع علما لجميع الأمم من بعيد، فيصفر بهم من أقصى الأرض فإذا هم سراع يأتون) وبنوا قيذار هم العرب؟ لأن قيذار هو ابن إسماعيل بإجماع الناس، والعلم الذي يرفع هو النبوة، والصفير بهم دعائهم من أقاصي الأرض إلى الحج فإذا هم سراع يأتون، وهذا مطابق لقوله عز وجل: {وَأَذِن في النَاسِ بِالحَجِ يَأتوكَ رِجالاً وَعَلى كُل ضامِرِ يَأتينَ مِن كُل فَجٍ عَميق}.

.فصل: الوجه الثاني والعشرون:

قول أشعيا في موضع آخر (سأبعث من الصبا قوما يأتون من المشرق مجيبين أفواجا كالصعيد كثرة، ومثل الطيان الذي يدوس برجله الطين) (والصبا) يأتي من نحو مطلع الشمس، بعث الله سبحانه من هناك قوما من أهل المشرق مجيبين بالتلبية كالتراب كثرة. وقوله: (ومثل الطيان الذي يدوس برجله الطين) أما أن يراد به الهرولة بالطواف والسعي، وأما أن يراد به رجال قد كلت أرجلهم من المشي.

.فصل: الوجه الثالث والعشرون:

قول في كتاب أشعيا أيضا: (عبدي وخيرتي ورضا نفسي، أفيض عليه روحي) أو قال (أنزل عليه روحي، فيظهر في الأمم عدلي ويوصي الأمم بالوصايا، لا يضحك، ولا يسمع صوته، يفتح العيون العمى العور، ويسمع الآذان الصم، ويحيي القلوب الغلف، وما أعطيه لا أعطي غيره، لا يضعف ولا يغلب، ولا يميل إلى اللهو، ولا يسمع في الأسواق صوته، ركن للمتواضعين، وهو نور الله الذي لا يطفأ ولا يخصم، حتى يثبت في الأرض حجتي، وينقطع به المعذرة) فمن وجد بهذا الوصف غير محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه؟! فلو اجتمع أهل الأرض لم يقدروا أن يذكروا نبيا جمع هذه الأوصاف كلها- وهي باقية في أمته إلى يوم القيامة- غيره لم يجدوا إلى ذلك سبيلا فقوله (عبدي) موافق لقوله في القرآن {وَإِن كُنتُم في رَيبٍ مِمّا نَزَلَنا عَلى عَبدِنا} وقوله {تَبارَكَ الَّذي نَزَل الفُرقانَ عَلى عَبدِهِ لِيكونَ لِلعالمينَ نَذيراً} وقوله {وَإِنّهُ لَما قامَ عَبد ُاللَهِ يَدعوهُ} وقوله {سُبحانَ الَّذي أسرى بِعَبدِهِ لَيلاً} وقوله (وخيرتي ورضا نفسي) مطابق لقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى بني هاشم من قريش، واصطفاني من بني هاشم» (لا يضحك) مطابق لوصفه الذي كان عليه صلى الله عليه وسلم قالت عائشة: «ما رؤى رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكا حتى تبدوا لهواته؛ إنما كان يتبسم تبسما» وهذا لأن كثرة الضحك من خفة الروح ونقصان العقل؛ بخلاف التبسم فإنه من حسن الخلق وكمال الإدراك، وأما صفته صلى الله عليه وسلم في بعض الكتب المتقدمة بأنه (الضحوك القتال) فالمراد به أنه لا يمنعه ضحكه وحسن خلقه إذا كان حدا لله وحقا له، ولا يمنعه ذلك عن تبسمه في موضعه، فيعطي كل حال ما يليق بتلك الحال فترك الضحك بالكلية من الكبر والتجبر وسوء الخلق، وكثرته من الخفة والطيش، والاعتدال بين ذلك وقوله: (أنزل عليه روحي)، مطابق لقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوحينا إِليكَ روحاً مِن أَمرِنا} وقوله: {يُنَزِلَ المَلائِكةَ بِالروح مِن أَمرِه عَلى مَن يَشاء مِن عِبادِهِ لِيُنذِرَ يَومَ التَلاق} فسمى الوحي لأن حياة القلوب والأرواح به، كما أن حياة الأبدان بالأرواح. وقوله (فيظهر في الأمم عدلي) مطابق قوله تعالى: {فَذَلِكَ فادعُ وَاستَقِم كمَا أُمِرتَ وَلا تَتَبِع أَهواءَهُم وَقُل آَمَنتُ بِما أَنزَلَ اللَهُ مِن كتاب وَأُمِرتُ لأَعدِلَ بَينَكُم} وقوله عن أهل الكتاب: {فإن جاءُوكَ فاحكُم بَينَهُم بِالقِسط} وقوله: (يوصي الأمم بالوصايا) مطابق لقوله تعالى: {شَرَعَ لَكُم مِنَ الدينِ ما وَصى بِهِ نوحاً وَالّذَي أوحينا إِليك وَما وَصينا بِهِ إِبراهيمَ وَموسى وَعَيسى أَن أَقيموا الدِينَ وَلا تَتَفَرَقوا فيه} وقوله في سورة الأنعام: {قُل تَعالوا أَتلُ ما حَرَمَ رَبُكُم عَليكُم أَن لا تُشرِكوا بِهِ شَيئا وَبالوالَدينِ إحسانا} إلى قوله {ذَلِكُم وَصاكُم بِهِ لَعَلَكُم تَذَكَرون} ثم قال {وَإِن هَذا صِراطي مُستَقيما فاتَبِعوهُ وَلا تَتَبِعوا السُبَلَ فَتَفَرقَ بِكُم عَن سَبيلِهِ ذَلِكُم بِهِ لَعَلَكُم تَتَقون} ووصاياه صلى الله عليه وسلم هي عهوده إلى الأمة بتقوى الله وعبادته وحده لا شريك له، والتمسك بما بعثه الله به من الهدى ودين الحق، والإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله ولقائه، وقوله: (ولا تسمع صوته) يعني ليس بصخاب له فديد كحال من ليس له حلم ولا وقار وقوله (يفتح العيون العمي والآذان الصم والقلوب الغلف فعقلت عن الله، فانقادت لطاعته عقلا وقولا وعملا، وسلكت سبل مرضاته ذللا)، وقوله: (وما أعطيه فلا أعطي غيره) مطابق لقوله صلى الله عليه وسلم: «أعطيت ما لم يعط نبي قبله إن عينيه ينامان وقلبه يقظان» فمن ذلك أنه بعث إلى الخلق عامة، وختم به ديوان الأنبياء، وأنزل عليه القرآن الذي لم ينزل من السماء كتاب يشبهه ولا يقاربه، وأنزل على قلبه محفوظا متلوا، وضمن له حفظه إلى أن يأتي الله بأمره، وأوتي جوامع الكلم، ونصر بالرعب في قلوب أعدائه وبينهما مسيرة شهر، وجعلت صفوف أمته في الصلاة على مثال صفوف الملائكة في السماء، وجعلت الأرض له ولأمته مسجدا وطهورا، وأسري به إلى أن جاوز السموات السبع ورأي ما لم يره بشر قبله، ورفع على سائر النبيين، وجعل سيد ولد آدم، وانتشرت دعوته في مشارق الأرض ومغاربها، واتبعه على دينه اتباع أكثر من اتباع سائر النبيين من عهد نوح إلى المسيح، فأمته ثلثا أهل الجنة، وخصه بالوسيلة وهي أعلى درجة في الجنة، وبالمقام المحمود الذي يغبطه به الأولون والآخرون، وبالشفاعة العظمى التي يتأخر عنها آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى، وأعز الله به الحق وأهله عزا لم يعزه بأحد قبله، وأذل به الباطل وحزبه ذلا لم يحصل بأحد قبله، وآتاه من العلم والشجاعة والصبر والزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة والعبادات القلبية والمعارف الإلهية ما لم يؤته نبي قبله، وجعلت الحسنة منه ومن أمته بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وتجاوز له عن أمته الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه، وصلى عليه هو وجميع ملائكته عليهم صلوات الله وسلامه، وأمر عباده المؤمنين كلهم أن يصلوا عليه ويسلموا تسليما، وقرن اسمه باسمه فإذا ذكر الله ذكر معه كما في الخطبة والأذان، فلا يصح لأحد أذان ولا خطبة ولا صلاة حتى يشهد، إنه عبده ورسوله، ولم يجعل لأحد معه أمرا يطاع لا ممن قبله ولا ممن هو كائن بعده إلى أن تطوى الدنيا ومن عليها، وأغلق أبواب الجنة إلا عمن سلك خلفه واقتدى به، وجعل لواء الحمد بيده فآدم وجميع الأنبياء تحت لوائه يوم القيامة، وجعله أول من تنشق عنه الأرض، وأول شافع وأول مشفع، وأول من يقرع باب الجنة، وأول من يدخلها فلا يدخلها أحد من الأولين والآخرين إلا بشفاعته، وأعطى من اليقين والإيمان والصبر والثبات والقوة في أمر الله والعزيمة على تنفيذ أوامره والرضا عنه والشكر له والقنوع في مرضاته وطاعته ظاهرا وباطنا سرا وعلانية في نفسه وفي الخلق ما لم يعطه نبي قبله. ومن عرف أحوال العالم وسير الأنبياء وأممهم تبين له أن الأمر فوق ذلك، فإذا كان يوم القيامة ظهر للخلاق من ذلك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر أنه يكون أبدا قوله: (ولا يضعف ولا يغلب) هكذا كان حاله صلوات الله وسلامه عليه ما ضعف في ذات الله قط، ولا في حال انفراده وقلة أتباعه وكثرة أعدائه واجتماع أهل الأرض على حربه؛ بل هو أقوى الخلق وأثبتهم جأشا وأشجعهم قلبا، حتى إنه يوم أحد قتل أصحابه وجرحوا وما ضعف ولا استكان؛ بل خرج من الغد في طلب عدوه على شدة القرح حتى أرعب منه العدو وكر خاسئا على كثرة عددهم وعددهم وضعف أصحابه، وكذلك يوم حنين أفرد عن الناس في نفر يسير دون العشرة والعدو قد أحاطوا به وهم ألوف مؤلفة فجعل يثب في العدو ويقول:
أَنا النَبيُ لا كَذِب ** أَنا اِبنُ عَبد المُطلِب

ويتقدم إليهم، ثم أخذ قبضة من التراب فرمي بها وجوههم فولوا منهزمين ومن تأمل سيرته وحروبه علم أنه لم يطرق العالم أشجع منه ولا أثبت ولا أصير، وكان أصحابه مع أنهم أشجع الأمم إذا حمى البأس واشتد الحرب اتقوا به وتترسوا به فكان أقربهم إلى العدو، وأشجعهم هو الذي يكون قريبا منه، وقوله (ولا يميل إلى اللهو) هكذا كانت سيرته كان أبعد الناس من اللهو واللعب؛ بل أمره كله جد وحزم وعزم، مجلسه مجلس حياء وكرم وعلم وإيمان ووقار وسكينة. وقوله: (ولا يسمع في الأسواق صوته) أي ليس من الصاخبين في الأسواق في طلب الدنيا والحرص عليها كحال أهلها الطالبين لها.
وقوله: (ركن للمتواضعين) فإن من تأمل سيرته وجده أعظم الناس تواضعا للصغير والكبير والمسكين والأرملة والحر والعبد: يجلس معهم على التراب، ويجيب دعوتهم، ويسمع كلامهم، وينطلق مع أحدهم في حاجته، ويأخذ له حقه ممن لا يستطيع أن يطالبه به. ويخصف نعله، ويخيط ثوبه، وقوله (وهو نور الله الذي لا يطفأ ولا يخصم حتى يثبت في الأرض حجته وينقطع به العذر، ويأخذ له حقه ممن لا يستطيع أن يطالبه به. ويخصف نعله، ويخيط ثوبه)، وقوله: (وهو نور الله الذي لا يطفأ ولا يخصم حتى يثبت في الأرض حجته وينقطع به العذر) وهذا مطابق لحاله وأمره، ولما شهد به القرآن في غير موضع كقوله تعالى: {يُريدونَ أَن يُطفئِوا نُورَ اللَهِ بِأَفواهِهِم وَيَأبَى اللَهُ إِلا أَن يُتِمَ نورَهُ وَلو كَرِهَ الكافِرون} وقوله {يا أيُها الناس إِنا أًرسَلناك شاهِدا وَمُبَشِراً وَنَذيراً وَداعِيا إِلى اللَهِ بإِذنِهِ وَسِراجاً مُنيراً} وقوله: {يا أَيُها الناسُ قَد جاءَكُم مِنَ اللَهِ نورٌ وِكِتابٌ مُبين يَهدي بِهِ اللَهُ مَن اِتَبَعَ رِضوانَهُ سُبَلَ السَلام} وقوله: {يا أَيُها الناسُ قَد جاءَكُم بُرهانٌ مِن رَبِكُم وَأَنزَلنا إِليكُم نوراً مُبينا} وقوله: {فالذَينَ آَمَنوا بِهِ وَعَزَروهُ وَنَصَروهُ واتَبَعوا النُورَ الَّذي أُنزِلَ مَعَهُ أَولئِكََ هُمُ المُفلِحون} ونظائره في القرآن كثيرة.
وقوله (حتى ينقطع به العذر وتثبت به الحجة) مطابق لقوله تعالى: {رُسُلاً مُبَشرين وَمُنذرينَ لِئَلا يكونَ لِلِناسِ عَلى اللَهِ حُجَةٌ بَعدَ الرُسُل} وقوله: (وَالمُرسَلاتِ عُرفاً} إلى قوله: {فالمُلقياتِ ذِكراً عُذراً أَو نُذرا} وقوله: {وَلَولا أَن تُصيبَهُم مُصيبَةٌ بِما قَدمَت أَيَديهِم فَيَقولوا رَبنا لَولا أُرسِلَت إِلينا رَسولاً فَنَتَبِعَ آَياتِكَ وَنَكونَ مِنَ المُؤمِنين} وقوله: {أَن تَقولوا إِنما أُنزِلَ الكِتابُ عَلى طائِفَتين مِن قَبلِنا وَإِن كُنا عَن دِراسَتِهِم لَغافلين أَو تَقولوا لو أُنزِلَ عَلَينا الكِتابُ لَكُنا أَهدى مِنهُم فَقَد جاءَكُم بَينَةٍ مِن رَبكُم وَهُدىً وَرَحمَةٌ} فالحجة إنما قامت على الخلق بالرسل، وبهم انقطعت المعذرة، فلا يمكن من بلغته دعوتهم وخالفها أن يعتذر إلى الله يوم القيامة إذ ليس له عذر يقبل منه.